يوم دولي لتكريم من ضحوا بحياتهم والاحتفال بمن يواصلون العمل من أجل الآخرين

في التاسع عشر من أغسطس آب تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للعمل الإنساني لتكريم من فقدوا حياتهم أثناء مساعدة الآخرين والاحتفال بالعطاء المتواصل للعاملين في المجال الإنساني بمختلف أنشطته.

المزيد في التقرير التالي.

في التاسع عشر من أغسطس آب عام 2003 هز انفجار ضخم مقر الأمم المتحدة في بغداد.

لقي عدد من العاملين بالمبنى مصرعهم من بينهم الممثل الخاص للأمين العام هناك البرازيلي سيرجيو فييرا دي ميلو، والصحفية الشابة ريهام الفرا التي كانت تعمل مع إذاعة الأمم المتحدة.

كان يوم الانفجار أول أيام عمل ريهام في البعثة الدولية في العراق، لحظة التفجير كانت متجهة إلى مكتب دي ميلو لتبدأ عملها.

الكثيرون غيرهما فقدوا حياتهم أثناء العمل في مناطق يعلمون أنها خطرة ولكنها بحاجة إلى تفان وإخلاص بل وتضحيات.

خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة التاسع عشر من أغسطس آب ليكون يوما دوليا للعمل الإنساني، يحتفى فيه بمن ضحوا ومن يواصلون العمل من أجل الآخرين.

هذا العام انضمت المطربة الأميركية الشهيرة بيونسيه إلى الاحتفال باليوم الدولي.

"سمعت عن اليوم الدولي للعمل الإنساني وأن هذا هو الاحتفال السنوي الرابع به، أردت بالطبع المشاركة في رفع الوعي بهذا التكريم، وعرفت أن اثنين وعشرين شخصا فقدوا حياتهم أثناء مساعدتهم الآخرين عندما وقع التفجير في بغداد، وشعرت أنه سيكون شيئا رائعا إذا عملنا على تحويل ذلك إلى شيء إيجابي، وحاولنا إشراك الجميع في فعل شيء عظيم لشخص آخر."

وتطلق بيونسيه في التاسع عشر من أغسطس آب أغنية كنت هنا أو (I was Here) التي صورتها في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وستعرض الأغنية في اليوم الدولي للعمل الإنساني على شاشات عرض كبيرة في دبي وجنيف وميدان تايمز سكوير الشهير بنيويورك.

"أغنية (كنت هنا) تقول إنني أود ترك بصمة قدمي في رمال الزمن، أي أن نترك بصمتنا في العالم، أن نعلم جميعا أن حياتنا كانت تعني شيئا وأننا ساعدنا الآخرين، ونشرنا الإيجابية بغض النظر عن صغر أو كبر العمل، لذا كانت الأغنية رائعة لليوم الدولي للعمل الإنساني."

أطلقت الأمم المتحدة حملة في وسائل التواصل الاجتماعي تهدف منها الوصول إلى مليار شخص بحلول التاسع عشر من أغسطس آب لرفع الوعي والدعوة للعمل لخدمة المحتاجين.

فاليري آموس وكيلة الأمين العام للشئون الإنسانية تتحدث عن تلك الحملة:

"هناك ملايين الناس حول العالم بحاجة إلى المساعدة، وجزء من وظيفتي أن أنقل الرسالة، أن يعرف الجميع أن هذا اليوم هو لتكريم من فقدوا حياتهم أثناء مساعدة الآخرين، وهو احتفال أيضا بالإنجازات المحققة، فهناك الكثير مما يبذل كل يوم."

وقالت آموس إن الرسالة الرئيسية في هذا اليوم الدولي تدعو إلى عدم الشعور بالإحباط وقلة الحيلة أمام الأعداد الهائلة من المحتاجين ومن يعانون في العالم.

"يمكننا إحداث فرق من خلال عمل صغير، بعض الناس سيتبرعون بشيء من المال، الآخرون سيتبرعون بوقتهم أو مهاراتهم، كل هذه الأمور مهمة للغاية. من الضروري أن يدرك الإنسان أنه ليس عاجزا قليل الحيلة، نعم هناك أعداد هائلة ممن يعانون في العالم، نعم من المؤلم للغاية رؤية تلك المعاناة. ولكن ما يساعدني على الاستمرار في عملي هو أن كل شخص أقابله، بغض النظر عن سوء حالته، لديه شيء يريد أن يعيش من أجله. لذا يحتاج إلى مساعدتنا ليعود إلى حياته الطبيعية."

ودعت بيونسيه الجميع إلى زيارة موقع الحملة www.whd-iwashere.org والتعهد بالقيام بعمل طيب قد يتمثل في التطوع في المجتمع أو التبرع بالمال أو الوقت، معربة عن الأمل في ألا تقتصر